(الرجز التام)
قال ابن دريد في المقصورة:
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما راح به الواعظ يوما أو غدا
من لم تفده عـــبرا أيامه كان العمى أولى به من الهدى
من لم يعظ(مستفعلن)ـه الدهر لم (مستفعلن)ينفعه ما (مستفعلن) وهي العروض صحيحه كما ترى، راح به ال (مستعلن)- واعظ يو(مستعلن) ما أو غدا(مستفعلن)وهو الضرب صحيح أيضا.
إذن:فالعروض والضرب صحيحان.
وقد جاء على هذا الأصل قول شوقي على لسان أنطونيو،يخاطب اولمبوس الطبيب سائلا عن كليوباترا:
مررت بالقصر فكيف ناســـه هل عن كليوباترا_ألمبوس _نبا؟
صرح،أبن قل غدرت قل جددت بقيصر الثالث دولة الـهوى
قد صـنعت بى حاجـتي لــها مالم يكــن يصنعه بي العـدا
أسطــــولها إلى مراسيه أوى وجيشها ألقى السـلاح ونجا
وقول ألمبوس له:
مولاي مهلا في الظنون وآتئد إن من الظن اتهامها وأذى
أنت على مالك من مـروءة رميت بالغدر أحب من وفى
قال مهيار:
في كل ناعق يخـبط في جنبي وهو خاطب ودادى
وحالم لى فإذا استسعده في يوم روع مال بالرقاد
في كل دا(مستفعلن) ر ناعق (مستفعلن) يخبط في (مستفعلن) وهي العروض حذف منها الرابع الساكن، ويسمى ذلك (طيا)،وكان من حقها أن تدعوها (مطوية)، ولكن لما لم يلزم ذلك الطي في أخواتها عد كأنه لم يكن، لذا تسمى صحيحة.
جنبي وهـ(مستفعلن) وخاطب(متفعلن) ودادى (متفعل) وهو الضرب، حذف ساكنه الثاني حذفا غير معتبر لعدم لزومه في اخوته من الأضرب، ثم حذف ساكن الوتد المجموع(علن) وسكن ماقبله، ويسمى ذلك (قطعا)، وهو سائر في القصيدة مقطوعه،لذا يسمى هذا الضرب،(مقطوعا).
إذن: فالعروض صحيحة، والضرب مقطوع.
وقد جاء على هذا الوزن قول مهيار:
كالشمس من جمرة عبد شمس غضبي سخت نفسي لها بنفسي
ماطلة غريمها لا يقـــضي ديونه وديـنها لا ينـــسى
في بلد يحرم صيد وحشــه وهي به تــحل صيد الإنس
ترى دم العــشاق في بنانها علامة قد موهت بالــورس
والنتيجه:
أن تام الرجز لابد أن تكون عروضه صحيحه، وأن ضربها يجري عليه الصحة والقطع.